كثيرة، والجنات نفسرها بأنها شرعاً هي: (الدار التي أعدها الله للمتقين، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر) ، لكن عندما تقرأ قول الله تعالى: {إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة} تفسر الجنة بأنها البستان الكثير الأشجار، وعندما تقرأ: {كلتا الجنتين آتت أكلها} تفسر بأنها بستان كثير الأشجار، لكن لا تفسر جنة النعيم في الآخرة بهذا التفسير، لأنك إن فسرتها بهذا التفسير قلَّت الرغبة فيها وهبطت عظمتها في قلوب الناس، لكن قل: هي الدار التي أعدها الله لأوليائه، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، سكانها خير البشر، النبيون، والصديقون، والشهداء والصالحون، حتى تحفز النفوس على العمل لها، وحتى لا يتصور الجاهل أن ما فيها كأمثال ما في الدنيا وقوله: {ونهر} يعني بذلك الأنهار، وذكر الله تعالى أصنافها أربعة في سورة القتال: {أنهار من ماء غير ءاسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى} .

أما المكان: {في مقعد صدق عند مليك} يعني في مقعد صدق ليس فيه كذب لا في الخبر عنه ولا في وصفه، كله حق وعند من؟ {عند مليك مقتدر} وهو الله جل وعلا، - اللهم اجعلنا منهم - عند مليك مقتدر، يتنعمون بلذة النظر إلى الله - عز وجل - وهو أنعم ما يكون لأهل الجنة، قال الله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} الحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله، وقال تعالى {وجوه يومئذ ناضرة} يعني حسنة بهية يكسوها الله تعالى نضراً، أي: حسناً وجمالاً وبهاءً؛ لتكون مستعدة للنظر إلى الله - عز وجل -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015