الإنسان عن ربه، ودينه، ونبيه، فأجاب الصواب، فإنه يفرش له فراش من الجنة، ويُفتح له باب إلى الجنة، ويُفسح له في قبره مُدَّ البصر (?) ،
وجمعت الجنات في الآية لأنها أنواع، ذكر الله في سورة الرحمن أربعة أنواع {ولمن خاف مقام ربه جنتان} . ثم قال: {ومن دونهما جنتان} . هذه الجنان الأربع تختلف بما جاء في وصفها في سورة الرحمن، {إن المتقين في جنات ونعيم} أي نعيم البدن، ونعيم القلب، فهم في سرور دائم، وهم في صحة دائمة، وهم في حياة دائمة، فجميع أنواع النعيم كاملة لهم، نسأل الله أن يجعلنا منهم {فاكهين بمآ ءاتهم ربهم} ، الفاكه هو المسرور، كما في قوله تعالى: {وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين} . أي: مسرورين {بمآ ءاتهم ربهم} أي: بما أعطاهم ربهم من النعيم، {ووقاهم ربهم عذاب الجحيم} فحصلوا على السلامة من الشرور بوقاية الجحيم، وعلى تمام السرور في جنات النعيم {كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون} (كلوا واشربوا) فعل أمر، وهذا الأمر ليس تكليفاً وإنما الأمر هنا للتكريم، أي يقال لهم: كلوا من كل ما في الجنة من النعيم {فيهما من كل فاكهة زوجان} . {فيهما فاكهة ونخل ورمان} . وفيها من كل النعيم، {واشربوا} مما فيها من الأنهار، وأنهار الجنة ذكرها الله تعالى أربعة في سورة القتال {مثل الجنة التى وعد المتقون فيهآ أنهار من ماء غير ءاسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل