فتعلم كيف مثَّل الله مثَلا وشبَّه شبَهًا (?) = (كلمة طيبة) ، ويعني بالطيبة: الإيمانَ به جل ثناؤه، (?) كشجرة طَيّبة الثمرة، وترك ذكر "الثمرة" استغناء بمعرفة السَّامعين عن ذكرها بذكر "الشَّجرة". وقوله: (أصلها ثابت وفرعها في السماء) ، يقول عز ذكره: أصلُ هذه الشجرة ثابتٌ في الأرض = "وفرعها"، وهو أعلاها في "السماء"، يقول: مرتفع علُوًّا نحوَ السماء. وقوله: (تؤتي أكُلَهَا كل حين بإذن ربّها) ، يقول: تطعم ما يؤكل منها من ثمرها كلّ حين بأمرِ ربها (?) = (ويضرب الله الأمثال للناس) ، يقول: ويمثِّل الله الأمثال للناس، ويشبّه لهم الأشباهَ (?) = (لعلهم يتذكرون) ، يقول: ليتذكروا حُجَّة الله عليهم، فيعتبروا بها ويتعظوا، فينزجروا عما هم عليه من الكفر به إلى الإيمان. (?)
* * *
وقد اختلف أهل التأويل في المعنى بالكلمة الطيبة.
فقال بعضهم: عُني بها إيمانُ المؤمن.
* ذكر من قال ذلك:
20658 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: (كلمة طيبة) ، شهادةُ أن لا إله إلا الله = (كشجرة طيبة) ، وهو المؤمن = (أصلها ثابتٌ) ، يقول: لا إله إلا الله، ثابتٌ في قلب المؤمن = (وفرعها في السماء) ، يقول: يُرْفَع بها عملُ المؤمن إلى السماء.