55

القول في تأويل قوله تعالى {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً}

قال أبو جعفر: وتأويل ذلك: واذكروا أيضا إذ قلتم: يا موسى لن نصدقك ولن نقر بما جئتنا به، حتى نرى الله جهرة - عِيانا برفع الساتر بيننا وبينه، وكشف الغطاء دوننا ودونه، حتى ننظر إليه بأبصارنا، كما تجهر الرَّكيَّة، وذلك إذا كان ماؤها قد غطاه الطين، فنُقِّي ما قد غطاه حتى ظهر الماء وصفا. يقال منه: (?) "قد جَهَرْتُ الركية أجهرها جهرا وجهرة". (?) ولذلك قيل:"قد جاهر فلان بهذا الأمر مجاهرة وجهارا"، (?) " إذا أظهره لرأي العين وأعلنه، كما قال الفرزدق بن غالب:

من اللائي يظل الألف منه ... منيخًا من مخافته جهارا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015