ثم جاء رجل آخر فقرأها على غير قراءتي، ثم جاء رجل آخر فقرأ خِلافَ قراءتِنا، فدخل نفسي من الشكّ والتكذيب أشدُّ مما كنتُ في الجاهلية، فأخذتُ بأيديهما فأتيتُ بهما النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، استقرئ هذين. فقرأ أحدُهما، فقال: أصبتَ. ثم استقرأ الآخر، فقال: أصبتَ. فدخل قلبي أشدُّ مما كان في الجاهلية من الشكّ والتكذيب، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدري، وقال: أعاذك الله من الشكّ، وأخْسَأ عنك الشيطانَ. قال إسماعيل: ففِضْتُ عرقًا -ولم يقله ابنُ أبي ليلى- قال: فقال: أتاني جبريلُ فقال: اقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: إن أمتي لا تستطيعُ. حتى قال سبع مرات، فقال لي: اقرأ على سبعة أحرفٍ، ولك بكل ردة رُدِدتها مسألة. قال: فاحتاجَ إليّ فيها الخلائق، حتى إبراهيم صلى الله عليه وسلم (?) .
33- حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عبد الله، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيٍّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بنحوه (?) .
34- حدثني أحمد بن محمد الطوسي، قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن جُحادة، عن الحكم - هو ابن عُتَيْبة - عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى، عن أبيّ بن كعب، قال: أتى جبريلُ النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو عند أضَاة بني غِفار فقال: إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تُقرئ أمتك القرآنَ على سبعة أحرفٍ، فمن قرأ منها حرفًا فهو كما قرأ (?) .