غفر له، وصفحة له عن هتك ستره بها في الدنيا والآخرة، وعفوه عن العقوبة - عليه. (?)

* * *

وأما قوله:"وإليك" المصير"، فإنه يعني جل ثناؤه أنهم قالوا: وإليك يا ربنا مرجعنا ومعادنا، فاغفر لنا ذنوبنا. (?)

* * *

قال أبو جعفر: فإن قال لنا قائل: فما الذي نصب قوله:"غفرانك"؟

قيل له: وقوعه وهو مصدر موقع الأمر. وكذلك تفعل العرب بالمصادر والأسماء إذا حلت محل الأمر، وأدت عن معنى الأمر نصبتها، فيقولون: "شكرا لله يا فلان"، و"حمدا له"، بمعنى: اشكر الله واحمده."والصلاة، الصلاة". بمعنى: صلوا. ويقولون في الأسماء:"الله الله يا قوم"، ولو رفع بمعنى: هو الله، أو: هذا الله - ووجه إلى الخبر وفيه تأويل الأمر، كان جائزا، كما قال الشاعر: (?)

إن قوما منهم عمير وأشبا ... هـ عمير ومنهم السفاح (?) لجديرون بالوفاء إذا قا ... ل أخو النجدة: السلاح السلاح! !

ولو كان قوله:"غفرانك ربنا" جاء رفعا في القراءة، لم يكن خطأ، بل كان صوابا على ما وصفنا. (?)

* * *

وقد ذكر أن هذه الآية لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثناء من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015