واختلفت القرّاء في قراءة قوله: (خَاشِعًا أَبْصَارُهُمْ) فقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة وبعض المكيين الكوفيين (خُشَّعًا) بضم الخاء وتشديد الشين، بمعنى خاشع; وقرأه عامة قرّاء الكوفة وبعض البصريين (خَاشِعًا أَبْصَارُهُمْ) بالألف على التوحيد اعتبارا بقراءة عبد الله، وذلك أن ذلك في قراءة عبد الله (خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ) ، وألحقوه وهو بلفظ الاسم في التوحيد، إذ كان صفة بحكم فَعَلَ ويَفْعَل في التوحيد إذا تقدّم الأسماء، كما قال الشاعر:

وشَبابٍ حَسَنٍ أوْجُهُهمْ ... مِنْ إيادِ بنِ نزارِ بْنِ مَعَد (?)

فوحد حَسَنا وهو صفة للأوجه، وهي جمع; وكما قال الآخر:

يَرْمي الفِجاجَ بِها الرُّكبانَ مُعْترِضًا ... أعْناقَ بُزَّلِها مُرْخَى لَها الجُدُلُ (?)

فوحد معترضا، وهي من صفة الأعناق، والجمع والتأنيث فيه جائزان على ما بيَّنا.

وقوله (كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ) يقول تعالى ذكره: يخرجون من قبورهم كأنهم في انتشارهم وسعيهم إلى موقف الحساب جراد منتَشر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015