ثم قال كعب: اقرءوا إن شئتم (مِنْ فَوْقِهِنَّ) .... الآية.
وقوله: (وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) يقول تعالى ذكره: والملائكة يصلون بطاعة ربهم وشكرهم له من هيبة جلاله وعظمته.
كما حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثنا أبي، عن أبيه، عن ابن عباس (وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) قال: والملائكة يسبحون له من عظمته.
وقوله: (وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأرْضِ) يقول: ويسألون ربهم المغفرة لذنوب من في الأرض من أهل الإيمان به.
كما حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله: (وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأرْضِ) قال: للمؤمنين.
يقول الله عزّ وجلّ: ألا إن الله هو الغفور لذنوب مؤمني عباده، الرحيم بهم أن يعاقبهم بعد توبتهم منها.
القول في تأويل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (6) }
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا) يا محمد من مشركي قومك (مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ) آلهة يتولونها ويعبدونها (اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ) يحصي عليهم أفعالهم، ويحفظ أعمالهم، ليجازيهم بها يوم القيامة جزاءهم. (وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ)
يقول: ولست أنت يا محمد بالوكيل عليهم بحفظ أعمالهم، إنما أنت منذر، فبلغهم ما أرسلت به إليهم، فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب.
القول في تأويل قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا