[سورة الحجر: 87] قال: هي فاتحة الكتاب. ثم سئل عنها وأنا أسمع فقرأها: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} حتى أتى على آخرها، فقال: تُثْنَى في كل قراءة - أو قال - في كل صلاة. الشك من أبي جعفر الطبري (?) .

والمعنى الذي قلنا في ذلك قصد أبو النجم العجلي بقوله:

الحمدُ لله الذي عَافَانِي ... وكلَّ خَيْر بعدَهُ أَعْطانِي

مِنَ القُرَآن ومِنَ المَثَاني (?)

وكذلك قول الراجز الآخر:

نَشَدْتُكم بِمُنزل الفُرقانِ ... أمِّ الكِتَاب السَّبع من مَثَانِي (?)

ثُنِّينَ مِنْ آيٍ من القُرْآنِ ... والسَّبعِ سبعِ الطُّوَل الدَّوانِي (?)

وليس في وجوب اسم "السبع المثاني" لفاتحة الكتاب، ما يدفع صحة وجوب اسم "المثاني" للقرآن كله، ولما ثَنَّىالمئين من السور (?) . لأن لكلٍّ وجهًا ومعنًى مفهومًا، لا يَفْسُد - بتسميته بعضَ ذلك بالمثاني - تسميةُ غيره بها.

فأما وجه تسمية ما ثَنَّى المئينَ من سور القرآن بالمثاني، فقد بينا صحته، وسندُلّ على صحة وجه تسمية جميع القرآن به عند انتهائنا إليه في سورة الزُّمَر، إن شاء الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015