السديّ، في قوله (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ) قال: حتى يوم بدر. وقال آخرون: معنى ذلك: إلى يوم القيامة.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ) قال: يوم القيامة.
وهذا القول الذي قاله السديّ، أشبه بما دلّ عليه ظاهر التنزيل، وذلك أن الله توعدهم بالعذاب الذي كانوا يستعجلونه، فقال: (أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ) ، وأمر نبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أن يُعْرِض عليهم إلى مجيء حينه. فتأويل الكلام: فتول عنهم يا محمد إلى حين مجيء عذابنا، ونزوله بهم.
وقوله (وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) : وأنظرهم فسوف يرون ما يحل بهم من عقابنا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) حين لا ينفعهم البصر.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله (وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) يقول: أنظرهم فسوف يبصرون ما لهم بعد اليوم، قال: يقول: يبصرون يوم القيامة ما ضيعوا من أمر الله، وكفرهم بالله ورسوله وكتابه، قال: فأبصرهم وأبصر، واحد.
وقوله (أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ) يقول: فبنزول عذابنا بهم يستعجلونك يا محمد، وذلك قولهم للنبي (مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) .
وقوله (فَإِذَا نزلَ بِسَاحَتِهِمْ) يقول: فإذا نزل بهؤلاء المشركين المستعجلين