يقول تعالى ذكره: فأعرضت سبأ عن طاعة ربها وصدت عن اتباع ما دعتها إليه رسلها من أنه خالقها.
كما حدثنا ابن حميد قال: ثنا سلمة قال ثني محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه اليماني قال: لقد بعث الله إلى سبأ ثلاثة عشر نبيًّا فكذبوهم (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ) يقول تعالى ذكره: فثقبنا عليهم حين أعرضوا عن تصديق رسلنا سدهم الذي كان يحبس عنهم السيول.
والعرم المسناة التي تحبس الماء، واحدها عرمة، وإياه عنى الأعشى بقوله:
فَفِي ذَاكَ للْمُؤْتَسِي أُسْوَةٌ ... وَمَأْرِبُ عَفَّى عليه العَرِمْ
رِجامٌ بَنَتْهُ لَهُمْ حِمْيَرٌ ... إذا جَاءَ ماؤهُمُ لمْ يَرمْ (?)
وكان العرم فيما ذكر مما بنته بلقيس.
*