الضلال، فتقول: قد جهل فلان الطريق وضل الطريق، بمعنى واحد.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) قال: من الجاهلين.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، مثله.

قال ابن جُرَيج: وفي قراءة ابن مسعود: "وأنا مِنَ الجَاهِلِينَ".

قال: ثنا الحسين، قال: ثنا أبو سفيان، عن معمر، عن قتادة: (وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) قال: من الجاهلين.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ) فقال موسى: لم أكفر، ولكن فعلتها وأنا من الضالين. وفي حرف ابن مسعود: "فعلتها إذا وأنا من الجاهلين".

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: (قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) قبل أن يأتيني من الله شيء كان قتلي إياه ضلالة خطأ. قال: والضلالة ههنا الخطأ، لم يقل ضلاله فيما بينه وبين الله.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: (قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) يقول: وأنا من الجاهلين.

وقوله (فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ) ... الآية، يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل موسى لفرعون: (فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ) معشر الملأ من قوم فرعون (لَمَّا خِفْتُكُمْ) أن تقتلوني بقتلي القتيل منكم. (فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا) يقول: فوهب لي ربي نبوّة وهي الحكم.

كما حدثنا موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط عن السديّ: (فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا) والحكم: النبوّة.

وقوله: (وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ) يقول: وألحقني بعداد من أرسله إلى خلقه، مبلغا عنه رسالته إليهم بإرساله إياي إليك يا فرعون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015