تفسير الشعراوي (صفحة 9597)

وقوله:

{على الآخرة ... } [النحل: 107] .

لقائل أن يقول: إن الآية تتحدث عن غير المؤمنين بالآخرة، فكيف يُقَال عنهم:

{استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة. .} [النحل: 107] .

نقول: من غير المؤمنين بالآخرة مَنْ قال الله فيهم:

{وَأَقْسَمُواْ بالله جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ الله مَن يَمُوتُ} [النحل: 38] .

وأيضاً منهم مَنْ قال: {وَلَئِن رُّدِدتُّ إلى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنْقَلَباً} [الكهف: 36] .

إذن: من هؤلاء مَنْ يؤمن بالآخرة، ولكنه يُفضّل عليها الدنيا.

قوله تعالى:

{وَأَنَّ الله لاَ يَهْدِي القوم الكافرين} [النحل: 107] .

أي: لا يهديهم هداية معونة وتوفيق. وسبق أنْ قُلْنا: إن الهداية نوعان: هداية دلالة، ويستوي فيها المؤمن والكافر، وهداية معونة خاصة بالمؤمن.

إذن: إذا نفيتَ الهداية، فالمراد هداية المعونة، فعدم هداية الله انصبتْ على الكافر لكونه كافراً، فكأن كُفْره سبق عدم هدايته، أو نقول: لكونه كافراً لم يَهْده الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015