تفسير الشعراوي (صفحة 9585)

أليسوا غير مؤمنين، وغير مُهْتدين؟

قُلْنا: إن الهداية نوعان:

هداية دلالة وإرشاد، وهذه يستوي فيها المؤمن والكافر، فقد دَلَّ الله الجميع، وأوضح الطريق للجميع، ومنها قوله تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فاستحبوا العمى عَلَى الهدى ... } [فصلت: 17] أي: أرشدناهم ودَلَلْناهم.

وهداية المعونة والتوفيق، وهذه لا تكون إلا للمؤمن، ومنها قوله تعالى: {والذين اهتدوا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقُوَاهُمْ} [محمد: 17] .

إذن: معنى:

{لاَ يَهْدِيهِمُ الله. .} [النحل: 104] .

أي: هداية معونة وتوفيق.

ويصح أن نقول أيضاً: إن الجهة هنا مُنفكّة إلى شيء آخر، فيكون المعنى: لا يهديهم إلى طريق الجنة، بل إلى طريق النار، كما قال تعالى: {إِنَّ الذين كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ الله لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ. .} [النساء: 168 - 169] .

بدليل قوله تعالى بعدها:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015