تفسير الشعراوي (صفحة 9508)

قَوَاماً} [الفرقان: 67] .

إذن: فالعَدْل أمر دائر في كل حركات التكليف، سواء كان تكليفاً عَقَدياً، أو تكليفاً بواسطة الأعمال في حركة الحياة، فالأمر قائم على الوسطية والاعتدال، ومن هنا قالوا: خَيْر الأمور الوسط.

وقوله: {والإحسان. .} [النحل: 90] .

ما الإحسان؟

إذا كان العدل أن تأخذ حقَّك، وأنْ تُعاقب بمثل ما عُوقبت به كما قال تعالى: {فَمَنِ اعتدى عَلَيْكُمْ فاعتدوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعتدى عَلَيْكُمْ. .} [البقرة: 194] .

وقوله: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ. .} [النحل: 126] .

فالإحسان أنْ تتركَ هذا الحق، وأنْ تتنازلَ عنه ابتغاءَ وجه الله، عملاً بقوله تعالى: {والكاظمين الغيظ والعافين عَنِ الناس والله يُحِبُّ المحسنين} [آل عمران: 134] .

والناس في الإحسان على مراتب مختلفة حسب قدرة الإنسان واستِعداده الخُلقي.

وأول هذه المراتب كظم الغيظ، من كَظْم القِرْبة المملوءة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015