تفسير الشعراوي (صفحة 9071)

أي: يدخل بكم إلى الحياة الأبدية التي لا موْتَ فيها ولا خَوْف أن تفقد النعمة أو تذهب عنك النعمةُ.

وهنا يُبلِّغنا سبحانه أن القرآن ينزل مع الملائكة:

{يُنَزِّلُ الملائكة بالروح مِنْ أَمْرِهِ} [النحل: 2] .

أي: تنزيلاً صادراً بأمره سبحانه، ويقول الحق سبحانه في موقع آخر: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ الله} [الرعد: 11] .

والسَّطْحيون لا يلتفتون إلى أنَّ معنى: {مِنْ أَمْرِ الله} [الرعد: 11] .

هنا تعني أنهم يحفظُونه بأمر من الله.

والأمر هنا في الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها هو ما جاء في الآية الأولى منها: {أتى أَمْرُ الله فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ} [النحل: 1] .

وهذا الأمر هو نتيجة لِمَا يشاؤه الله من حياة للناس على الأرض، ونعلم أن الحق سبحانه له أوامر مُتعدِّدة يجمعها إبراز المعدوم إلى الوجود؛ فهو سبحانه القائل: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَآ أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}

[النحل: 40] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015