تفسير الشعراوي (صفحة 8597)

يُبلغ قومه بقصص بعض من الأنبياء السابقين عليه. وهذا واضح في قوله الحق:

{أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الذين مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ ... } [إبراهيم: 9] .

ويقول سبحانه عن القوم الذين جاءوا من بعد ذلك:

{والذين مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ الله جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بالبينات ... } [إبراهيم: 9] .

أي: أن الرسل قد حملوا منهج الله، وكذلك المعجزات الدالة على صدقهم لِمَنْ جاءوا من بعد ذلك. والبينات إما أن تكون المعجزات الدالة على صدقهم؛ أو: هي الآيات المُشْتملة على الأحكام الواضحة التي تُنظِّم حركة حياتهم لِتُسْعدهم.

ولكن هل قَبِلَتْ تلك الأقوامُ تلك البيناتِ؟

لا، لأن الحق سبحانه يقول عنهم:

{فردوا أَيْدِيَهُمْ في أَفْوَاهِهِمْ وقالوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ ... } [إبراهيم: 9] .

وهكذا نرى أن الكافرين هم مَنْ وضعوا أيديهم على أفواههم، وإما أنهم عَضُّوا على الأيدي بالنواجذ لأنهم لم يُطِيقوا تطبيق منهج الله؛ ولم يستطيعوا التحكُّم في أنفسهم.

أو: أنهم رَدُّوا أيديهم إلى أفواههم بمعنى أن قالوا للرسل: «هس» ، أصمتوا ولا تتكلموا بما جِئْتم به من بلاغ. أو: أن بعضهم قال للرسل «لا فائدة من كلامكم في هؤلاء» .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015