تفسير الشعراوي (صفحة 7924)

وهذا أول الكذب الذي كذبوه؛ وهذه أول مخالفة لشرط إذن والده له بالخروج معكم؛ ولأن «المريب يكاد يقول خذوني» نجدهم قد قالوا:

{فَأَكَلَهُ الذئب وَمَآ أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ} [يوسف: 17] .

أو: أنهم قالوا ذلك لأنهم يعلمون أن والدهم لن يُصدِّقهم مهما قالوا. ونعلم أن «آمن» إما أن تتعدى إلى المفعول بنفسها مثل «آمنه الله من الجوع» ، أو قوله الحق: {وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ} [قريش: 4] .

أو: تجئ بالباء، ويُقال «آمن به» أي: صدَّق واعتقد.

أو: يُقَال «آمن له» أي: صدَّقه فيما يقول.

وهم هنا يتهمون أباهم أنه مُتحَدٍّ لهم، حتى ولو كانوا صادقين، وهم يعلمون أنهم غير صادقين؛ ولكن جاءوا بكلمة الصدق ليداروا كذبهم.

ويقول الحق سبحانه بعد ذلك: {وَجَآءُو على قَمِيصِهِ ... .} .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015