تفسير الشعراوي (صفحة 7835)

والحق سبحانه وتعالى يصنع للإنسان ابتلاءات في وسائل إدراكه؛ وجعل لكل وسيلة إدراك حدوداً، وشاء أن يأتي بالمتشابه ليختبر الإنسان، ويرى: ماذا يفعل المؤمن؟

وقوله الحق سبحانه: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ الله والراسخون فِي العلم. .} [آل عمران: 7] .

قد يُفْهم منه أنه عطف؛ بمعنى أن الراسخين في العلم يعلمون تأويله؛ وبالتالي سيُعلِّمون الناس ما ينتهون إليه من علم بالتأويل. ولكن تأويل الراسخين في العلم هو قولهم: {كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ... } [آل عمران: 7] .

إذن: فنهاية تأويلهم: هو من عند ربنا، وقد آمنا به.

وجاء لنا قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لِيَحُل لنا إشكال المُتَشابَه:

«ما تشابه منه فآمنوا به» .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015