تفسير الشعراوي (صفحة 7727)

وهكذا تطلب الاستقامة كامل اليقظة وعدم الغفلة.

ويقول الحق سبحانه:

{فاستقم كَمَآ أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ} [هود: 112] .

وهذا إيذان بألاَّ ييأس رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من وقوف صناديد قريش أمام دعوته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ؛ لأنهم سيتساقطون يوماً بعد يوم.

وقول الحق سبحانه:

{وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [هود: 112] .

يعني ألا نتجاوز الحد، فالطغيان هو مجاوزة الحد.

وهكذا نعلم أن الإيمان قد جعل لكل شيء حدّاً، إلا أن حدود الأوامر غير حدود النواهي؛ فالحق سبحانه إن أمرك بشيء، فهو يطلب منك أن تلتزمه ولا تتعده.

وقال الحق سبحانه:

{تِلْكَ حُدُودُ الله فَلاَ تَعْتَدُوهَا} [البقرة: 229] .

وهذا القول في الأوامر، أما في النواهي فقد قال سبحانه:

{تِلْكَ حُدُودُ الله فَلاَ تَقْرَبُوهَا} [البقرة: 187] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015