تفسير الشعراوي (صفحة 7719)

وحين يرد عليك السامع: «لكنني قابلت فلاناً الذي تتحدث عنه أمس في المكان الفلاني» .

وهنا قد تؤكد قولك: «والله لقد زارني فلان بالأمس» .

إذن: فأنت تأتي بالتوكيد على حَسْب درجة الإنكار.

وحين يؤجل الحق سبحانه العذاب لبعض الناس في الدنيا، قد يقول غافل: لعل الله لم يعد يعذِّب أحداً.

ولذلك بيَّن الحق سبحانه مؤكداً أن الحساب قادم، لكل من الطائع والمصدِّق، والعاصي المكذِّب، فقال سبحانه:

{وَإِنَّ كُلاًّ لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ} [هود: 111] .

والذين لم تستقم لهم اللغة كملكة، كالمستشرقين، وأخذوها صناعة، توقفوا عند هذه الآية وقالوا: لماذا جاء بالتنوين في كلمة «كلاً» ؟

وهم لم يعرفوا أن التنوين يغني عن جملة، فساعة تسمع أو تقرأ التنوين، فاعلم أنه عِوَضٌ عن جملة، مثل قول الحق سبحانه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015