تفسير الشعراوي (صفحة 6607)

إذن: فالحق سبحانه يهدي للمؤمنين نوراً فوق نورهم في الآخرة.

والآية تحتمل الهداية في الدنيا، وتحتمل الهداية في الآخرة.

ويصف الحق سبحانه حال المؤمنين في الآخرة فيقول: {تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأنهار فِي جَنَّاتِ النعيم} [يونس: 9] .

وقلنا: إن الجنة على حوافِّ الأنهار؛ لأن الخضرة أصلها من الماء. وكلما رأيتَ مجرى للماء لا بد أن تجد خضرة، والجنات ليست هي البيوت، بدليل قول الحق سبحانه: {وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ... } [التوبة: 72] .

ونجد الحق سبحانه يقول مرة: {تَجْرِي تَحْتَهَا الأنهار ... } [التوبة: 100] .

ويقول سبحانه في مواضع أخرى: {تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار ... } [البقرة: 25] .

والحق سبحانه يعطينا صوراً متعددة عن الماء الذي لا ينقطع، فهي مياه ذاتية الوجود في الجنة لا تنقطع أبداً.

ويقول الحق سبحانه بعد ذلك: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللهم وَتَحِيَّتُهُمْ ... } .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015