تفسير الشعراوي (صفحة 6581)

إذن: هناك فرق بين الغَسْل وهو للتطهير؛ وبين الاستحمام الذي هو للنظافة. ونأخذ منه الحمام، إذن: مادة الحاء والميم والميم فيها الحرارة وفيها السخونة.

ويقول الحق هنا: {والذين كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ} ، وكلمة {شَرَابٌ} تفيد الارتواء، فلماذا جاء بها الله هنا؟ إنها تصعيد للعذاب؛ لأن الإنسان يرغب في الشراب ليرطِّب جوفه، فإذا ألهبه ما يشرب، فهذا أكثر إيلاماً مثل قوله تعالى: {وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كالمهل يَشْوِي الوجوه بِئْسَ الشراب ... } [الكهف: 29]

وحين تسمع هذه الآية تجد انبساط الأمل في صدر الآية {وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ} وهم يستشرفون للنجاة، ثم يأتيهم غوث من لون يناسب ما اقترفوه من ذنوب {يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كالمهل} .

إذن: ف {والذين كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ} أي: بسبب كفرهم. وعرفنا أنهم كفروا بالقضايا العقدية.

ويقول الحق سبحانه بعد ذلك:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015