تفسير الشعراوي (صفحة 6430)

124

قوله الحق: {وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ} يعني: إذا نزلت، ونعلم أن هناك «نَزَل» و «أَنْزلَ» و «نَزَّل» ف «أنَزَل» للتعدية، فالقرآن نزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا. ثم نزّله الحق نجوماً. فالتنزيل معناه: موالاة النزول لأبعاض القرآن، فالقرآن قد أنزل كله، ثم بعد ذلك نزله الحق، ونزل به جبريل - عليه السلام - على سيدنا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.

وقد جمعت الآية تنزيل الحق للقرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثم نزول جبريل - عليه السلام - بالقرآن على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، والحق سبحانه يقول: {وبالحق أَنْزَلْنَاهُ وبالحق نَزَلَ ... } [الإسراء: 105]

وفي آية أخرى يقول سبحانه: {نَزَلَ بِهِ الروح الأمين} [الشعراء: 193]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015