تفسير الشعراوي (صفحة 13257)

35

أجابه ربه: {قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ... } [القصص: 35] لأن موسى قال في موضع آخر: {اشدد بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ في أَمْرِي} [طه: 31 - 32] وقوله تعالى {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ... } [القصص: 35] تعبير بليغ يناسب المطلوب من موسى؛ لأن الإنسان يزاول أغلب أعماله أو كلها تقريباً بيديه، والعضلة الفاعلة في الحمل والحركة هي العَضْد.

لذلك حين نمدح شخصاً بالقوة نقول: فلان هذا (عضل) ، وحين يصاب الإنسان والعياذ بالله بمرض ضمور العضلات تجده هزيلاً لا يقدر على فعْل شيء، فالمعنى: سنُقوِّيك بقوة مادية.

{وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً ... } [القصص: 35] هذه هي القوة المعنوية، وهي قوة الحجة والمنطق والدليل، فجمع لهما: القوة المادية، والقوة المعنوية.

لذلك قال بعدها {فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ... } [القصص: 35] أي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015