تفسير الشعراوي (صفحة 11841)

المؤمنون

1

لما قال الحق - تبارك وتعالى - في الآية قبل السابقة من سورة الحج {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. .} [الحج: 77] ولعلَّ تفيد الرجاء، أراد سبحانه أن يؤكد هنا على فلاح المؤمنين فقال: {قَدْ أَفْلَحَ المؤمنون} [المؤمنون: 1] وأن الرجاء من الله واقع ومؤكد، لذلك جاء بأداة التحقيق {قَدْ} التي تفيد تحقُّق وقوع الفعل، وهكذا تنسجم بداية سورة (المؤمنون) مع نهاية سورة (الحج) .

وقوله تعالى هناك {تُفْلِحُونَ} [الحج: 77] وهنا {أَفْلَحَ} [المؤمنون: 1] مادة (فلح) مأخوذة من فلاحة الأرض، والفَلْح هو الشق؛ لذلك قالوا: إن الحديد بالحديد يفلح، وشَقُّ الأرض: إهاجتها وإثارتها بالحرث، وهذه العملية هي أساس الزرع، ومن هنا سُمِّي الزرع حَرْثاً في قوله سبحانه: {وَمِنَ الناس مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحياة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015