تفسير الشعراوي (صفحة 11397)

75

كيف؟ ألسنا جميعاً في رحمة الله؟ قالوا: لأن هناك رحمة عامة لجميع الخَلْق تشمل حتى الكافر، وهناك رحمة خاصة تعدي الرحمة منه إلى الغير، وهذه يعنُون بها النبوة، بدليل قول الله تعالى: {وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ هذا القرآن على رَجُلٍ مِّنَ القريتين عَظِيمٍ} [الزخرف: 31] فردَّ الله عليهم: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ... } [الزخرف: 32] أي: النبوة: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِي الحياة الدنيا. .} [الزخرف: 32] .

فكيف يقسمون رحمة الله التي هي النبوة، وهي قمة حياتهم، ونحن نقسم لهم أرزاقهم ومعايشهم في الدنيا؟

فمعنى {وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَآ ... } [الأنبياء: 75] أي: في رَكْب النبوة {إِنَّهُ مِنَ الصالحين} [الأنبياء: 75] أي: للنبوة، والله أعلم حيث يجعل رسالته، لكن قمة هذه الرحمة جاءت في النبي الخاتم والرسول الذي لا يُستْدرك عليه برسول بعده؛ لذلك خاطبه ربه بقوله: {وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107] .

فالرسل قبل محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كانوا رحمة لأممهم، أمّا محمد فرحمة لجميع العالمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015