تفسير الشعراوي (صفحة 11388)

فالسياق يُوضِّح لنا أنها أرض مصر.

لكن قوله: {وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسكنوا الأرض ... } [الإسراء: 104] فلم تُعيَّن، فدلَّ ذلك على أنها الأرض عامة، اسكنوا كُلَّ الأرض، يعني: تبعثروا فيها، ليس لكم فيها وطن مستقل، كما قال في آية أخرى: {وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأرض أُمَماً ... } [الأعراف: 168] .

فإذا أراد الله تجمعوا من الشتات {فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الآخرة ... } [الإسراء: 104] أي: المرة التي سينتصرون فيها {جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً} [الإسراء: 104] وهكذا يتجمَّعون في مكان واحد، فيسْهُلُ القضاء عليهم.

ومعنى {بَارَكْنَا فِيهَا ... } [الأنبياء: 71] البركة قد تكون مادية أو معنوية، وهي الزروع والثمار والأنهار والخيرات، أو بركة معنوية، وهي بركة القِيَم في الأرض المقدسة، وهي أرض الأنبياء، ومعالم النبوة والرسالات.

ثم يقول الحق سبحانه: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ ... } .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015