تفسير السمعاني (صفحة 8483)

العصر

1

قَوْله تَعَالَى: {وَالْعصر إِن الْإِنْسَان} قَالَ ابْن عَبَّاس: هُوَ الدَّهْر، وَفِيه الْعبْرَة لمرور اللَّيْل وَالنَّهَار أَنَّهُمَا على تَرْتِيب وَاحِد.

وَعَن الْحسن وَقَتَادَة: أَنه الْعشي.

قَالَ الشَّاعِر:

(تروح بِنَا عمر وَقد قصر الْعَصْر ... وَفِي الروحة الأولى المثوبة وَالْأَجْر)

والعصران: هما اللَّيْل وَالنَّهَار، وَيُقَال: هما الْغَدَاة والعشي.

وَقَالَ مقَاتل: الْعَصْر هُوَ صَلَاة الْعَصْر.

وَعَن بَعضهم: أَنه عصر النَّبِي أقسم بِهِ، وَحكى أَن فِي حرف عَليّ: " الْعَصْر ونوائب الدَّهْر إِن الْإِنْسَان لفي خسر.

وَهُوَ فِيهِ إِلَى آخر الْعُمر ".

وَقَالَ الزّجاج: وَالْمعْنَى: وَرب الْعَصْر.

وَقَوله: {إِن الْإِنْسَان لفي خسر} مَعْنَاهُ: لفي غبن، وَيُقَال: فِي شَرّ، وَيُقَال: فِي هَلَاك، والخسران هُوَ ذهَاب رَأس المَال، وَرَأس مَال الْآدَمِيّ هُوَ عمره وَنَفسه، فَإِذا كفر فقد ذهب رَأس مَاله، وَالْإِنْسَان هُوَ الْكَافِر، وَقيل: وَاحِد بِمَعْنى الْجمع، وَقيل: هُوَ فِي كَافِر بِعَيْنِه، فَقيل: إِنَّه أبي بن خلف، وَقيل: وليد بن الْمُغيرَة، وَقيل: أَبُو جهل بن هِشَام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015