تفسير السمعاني (صفحة 8398)

{خلق الْإِنْسَان من علق (2) اقْرَأ وَرَبك الأكرم (3) الَّذِي علم بالقلم (4) علم الْإِنْسَان مَا لم يعلم (5) كلا إِن الْإِنْسَان ليطْغى (6) } فأخذني فغطني حَتَّى بلغ مني الْجهد، ثمَّ، أَرْسلنِي، فَقَالَ: اقْرَأ، فَقلت مَا أَنا بقارئ، فأخذني فغطني الثَّانِيَة حَتَّى بلغ مني الْجهد، ثمَّ أَرْسلنِي، فَقَالَ اقْرَأ، فَقلت مَا أَنا بقارئ فأخذني فغطني الثَّالِثَة حَتَّى بلغ مني الْجهد، ثمَّ أَرْسلنِي، فَقَالَ: " اقْرَأ باسم رَبك الَّذِي خلق ... حَتَّى بلغ مَا لم يعلم ".

وَالْخَبَر طَوِيل مَذْكُور فِي الصَّحِيحَيْنِ.

وَقَوله: {باسم رَبك} أَي: اقْرَأ مفتتحا باسم رَبك، وَقيل: اقْرَأ اسْم رَبك، وَالْبَاء زَائِدَة، قَالَه أَبُو عُبَيْدَة، وَمثله قَول الشَّاعِر:

(هن الْحَرَائِر لأرباب أخمرة ... سود المحاجر لَا يقْرَأن بالسور)

أَي: السُّور، وَالْبَاء زَائِدَة.

وَقيل: اقْرَأ على اسْم رَبك، كَمَا يُقَال: سر باسم الله أَي: على اسْم الله، وَالْقَوْلَان الْأَوَّلَانِ هما المعروفان.

وَقَوله: {الَّذِي خلق} يَعْنِي: خلق النَّاس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015