قَوْله تَعَالَى: {كل نفس ذائقة الْمَوْت} والذوق فِي الْمَوْت مجَاز، وَحَقِيقَة الذَّوْق: هُوَ الإحساس بالشَّيْء؛ فَلَمَّا كَانَ يحس بِالْمَوْتِ، سَمَّاهُ ذوقا مجَازًا، قَالَ الشَّاعِر:
(من لم يمت عبطة يمت هرما ... الْمَوْت كأس وكل النَّاس ذائقها)
فَإِن قَالَ قَائِل: لَا يخفي أَن كل نفس تَمُوت، فأيش الْفَائِدَة فِي قَوْله: {كل نفس ذائقة الْمَوْت} ؟ قيل: أَرَادَ بِهِ: التزهيد بالدنيا، يَعْنِي: أَن النُّفُوس إِلَى الفناء؛ فتزهدوا بالدنيا، {وَإِنَّمَا توفون أجوركم يَوْم الْقِيَامَة} .
{فَمن زحزح عَن النَّار} أَي: نجى، وَبعد عَن النَّار {وَأدْخل الْجنَّة فقد فَازَ} أَي: نجا {وَمَا الْحَيَاة الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاع الْغرُور} لِأَنَّهَا تغر الْإِنْسَان، وَهِي الإنقطاع.