تفسير السمعاني (صفحة 7682)

4

وَقَوله: {وثيابك فطهر} قَالَ مُجَاهِد وَقَتَادَة مَعْنَاهُ: لَا تلبسها على غدر وفجور.

وَقَالَ السّديّ: وعملك فَأصْلح.

وَقَالَ الشَّاعِر فِي القَوْل الأول:

(وَإِنِّي بِحَمْد الله لَا ثوب فَاجر ... لبست وَلَا من غدرة أتقنع)

وَقَالَ السّديّ: تَقول الْعَرَب فلَان نقي الثِّيَاب إِذا كَانَت أَعماله صَالِحَة، وَفُلَان دنس الثِّيَاب إِذا كَانَت أَعماله خبيثة.

وَقيل: " وثيابك فطهر " أَي: قَلْبك فَأصْلح.

قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

(فَإِن يَك قد ساءتك مني خَلِيقَة ... فسلي ثِيَابِي من ثِيَابك تنسل)

وَقَالَ طَاوس: وثيابك فطهر، أَي: قصر، فَإِن الثَّوْب إِذا طَال انجر على الأَرْض فَيُصِيبهُ مَا يُنجسهُ.

وَقَالَ عمر فِي رجل يجر ثِيَابه: قصر من ثِيَابك فَإِنَّهُ أنقى وَأبقى وَأتقى.

وَعَن ابْن سِيرِين فِي قَوْله: {وثيابك فطهر} أَي: [اغسلها] ، من النَّجَاسَات.

وَهُوَ قَول مُخْتَار عِنْد الْفُقَهَاء.

وَذكر الزّجاج أَن التَّطْهِير هُوَ التَّقْصِير على مَا ذكرنَا عَن طَاوس.

وَقيل: ونساءك فَأصْلح، أَي: تزوج الْمُؤْمِنَات العفيفات.

وَقد بَينا أَن اللبَاس يكنى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015