تفسير السمعاني (صفحة 7401)

5

قَوْله: {فستبصر ويبصرون بأيكم الْمفْتُون} وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة الْبَاء صلَة.

وَمَعْنَاهُ: أَيّكُم الْمفْتُون، وَأنْشد شعرًا:

(نضرب بِالسَّيْفِ ونرجوا بالفرج ... )

أَي: الْفرج.

وَأما الْفراء والزجاج وَسَائِر النَّحْوِيين لم يرْضوا هَذَا القَوْل، وَذكروا قَوْلَيْنِ آخَرين: أَحدهمَا: أَن معنى قَوْله: {بأيكم الْمفْتُون} أَي: بأيكم الْفِتْنَة يُقَال: مَا لفُلَان مَعْقُول وَلَا مجلود أَي: عقل وَلَا جلد.

وَالْقَوْل الثَّانِي: بأيكم الْمفْتُون أَي: فِي أَيّكُم الْمفْتُون (يَعْنِي) : فِي الْفرْقَة الَّتِي فِيهَا رَسُول الله وَأَصْحَابه، أَو فِي الْفرْقَة الَّتِي فِيهَا أَبُو جهل وذووه.

وَحَقِيقَة الْمَعْنى: أَنكُمْ تبصرون يَوْم الْقِيَامَة، وتعلمون أَن الْمَجْنُون كَانَ فِيكُم، لَا فِي رَسُول الله وَأَصْحَابه أَي: فِي الْفرْقَة الَّتِي فِيهَا رَسُول الله وَأَصْحَابه.

وَذكر النّحاس قَوْلَيْنِ أَيْضا قَالَ: معنى قَوْله {بأيكم الْمفْتُون} أَي: بأيكم فتْنَة الْمفْتُون مثل قَوْله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015