تفسير السمعاني (صفحة 7359)

{يَنْقَلِب إِلَيْك الْبَصَر خاسئا وَهُوَ حسير (4) وَلَقَد زينا السَّمَاء الدُّنْيَا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين}

(مهمهين قذفين مرَّتَيْنِ ... قطعته [بالسمت] لَا بالسمتين)

وَأَرَادَ مهمها وَاحِدًا.

وَقَوله: {يَنْقَلِب إِلَيْك الْبَصَر} أَي: يرجع إِلَيْك الْبَصَر {خاسئا} أَي: صاغرا {وَهُوَ حسير} أَي: كليل يَعْنِي ضَعِيف عَن إِدْرَاك مَا أَرَادَهُ من طلب الْعَيْب والخلل.

وَيُقَال: دَابَّة حسرى أَي: كالة.

قَالَ الشَّاعِر:

(بِهِ جيف الحسرى فَأَما عظامها ... فبيض وَأما جلدهَا فصليب)

قَالَ الزّجاج: معنى الْآيَة: أَنه يُبَالغ فِي النّظر، فَرجع الْبَصَر إِلَيْهِ خاسئا وَلم ينل مَا أَرَادَهُ، وَلم ير عَيْبا وخللا.

وَقَوله: {خاسئا} من ذَلِك قَوْلهم للكلب اخْسَأْ وابعد، قَالَ الفرزدق فِي جرير:

(اخْسَأْ إِلَيْك جَرِيرًا يَا معر ... نلنا السَّمَاء نجومها وهلالها)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015