تفسير السمعاني (صفحة 7319)

{وأتمروا بَيْنكُم بِمَعْرُوف وَإِن تعاسرتم فسترضع لَهُ أُخْرَى (6) لينفق ذُو سَعَة من سعته وَمن قدر عَلَيْهِ رزقه فلينفق مِمَّا آتَاهُ الله لَا يُكَلف الله نفسا إِلَّا مَا} يؤتيها الْأَب أجرهَا.

وَقَوله: {وأتمروا بَيْنكُم بِمَعْرُوف} أَي: لينفق الْوَالِد والوالدة على مَا هُوَ الأنفع للصَّبِيّ، فَلَا تمْتَنع الوالدة من الْإِرْضَاع، وَلَا يمْتَنع الْأَب من إِعْطَاء الْأجر. قَالَ السدى: " وأنتمروا بَيْنكُم بِمَعْرُوف " أَي: تشاوروا بَيْنكُم بِالْمَعْرُوفِ. وَهُوَ قَول ضَعِيف. وَقَالَ الْمبرد: ليأمر بَعْضكُم بَعْضًا بِالْمَعْرُوفِ.

وَقَوله: {وَإِن تعاسرتم} أَي: تضايقتم وتنازعتم فِي الْأجر.

وَقَوله: {فسترضع لَهُ أُخْرَى} أَي: إِذا لم ترض الْأُم بِأَجْر الْمثل وَطلبت أَكثر مِنْهُ يسلم الْوَلَد إِلَى غَيرهَا لترضع بِأَجْر الْمثل.

وَقَوله: {فسترضع لَهُ أُخْرَى} خبر بِمَعْنى الْأَمر أَي: لترضع، مثل قَوْله تَعَالَى: {والوالدات يرضعن أَوْلَادهنَّ} .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015