قَوْله تَعَالَى: {لَئِن أخرجُوا لَا يخرجُون مَعَهم} يَعْنِي: لَئِن أخرج الْيَهُود لَا يخرج مَعَهم المُنَافِقُونَ.
وَقَوله: {وَلَئِن قوتلوا لَا ينصرونهم} أَي: لَئِن قوتل الْيَهُود لَا ينصرهم المُنَافِقُونَ.
وَقَوله: {وَلَئِن نصروهم ليولن الأدبار ثمَّ لَا ينْصرُونَ} فَإِن قيل: كَيفَ قَالَ: {لَا ينصرونهم} ثمَّ قَالَ {وَلَئِن نصروهم} وَإِذا أخبر الله تَعَالَى أَنهم لَا ينصرونهم كَيفَ يجوز أَن ينصروهم؟ وَالْجَوَاب من وُجُوه: أَحدهَا: أَن قَوْله: {لَا ينصرونهم} فِي قوم من الْمُنَافِقين، وَقَوله: {وَلَئِن نصروهم} أَي: فِي قوم آخَرين مِنْهُم، وهم الَّذين لم يَقُولُوا ذَلِك القَوْل.
وَالْوَجْه الثَّانِي: أَن قَوْله: {لَا ينصرونهم} أَي: طائعين.