تفسير السمعاني (صفحة 7129)

8

قَوْله تَعَالَى: {ألم تَرَ إِلَى الَّذين نهوا عَن النَّجْوَى} نزلت الْآيَة فِي قوم من الْمُنَافِقين كَانَ رَسُول الله إِذا بعث سَرِيَّة قَالُوا فِيمَا بَينهم: قد أصَاب السّريَّة، وَكَذَا قد أَسرُّوا وَقتلُوا وَمَا يشبه ذَلِك إرجافا بِالْمُسْلِمين، فنهاهم النَّبِي عَن ذَلِك، فَكَانُوا يَقُولُونَ قد نبئنا. [قَوْله] : {ثمَّ يعودون [لما نهوا عَنهُ] } .

قَوْله: {ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرَّسُول} وَهُوَ بِالْمَعْنَى الَّذِي بَيناهُ من قبل.

وَقَوله: {وَإِذا جاءوك وحيوك بِمَا لم يحيك بِهِ الله} هَذَا فِي الْيَهُود. وَيُقَال: إِن أول الْآيَة فِي الْيَهُود أَيْضا، وتحيتهم أَنهم كَانُوا يَقُولُونَ: السام عَلَيْك يَا مُحَمَّد، وَكَانَ السام فِي لغتهم الْمَوْت والهلاك، وَكَانَ رَسُول الله يَقُول: " وَعَلَيْكُم ". فَروِيَ فِي بعض الْأَخْبَار: " أَن عَائِشَة سمعتهم يَقُولُونَ ذَلِك، فَجعلت تسبهم وتلعنهم، فزجها النَّبِي عَن ذَلِك وَقَالَ لَهَا: " يَا عَائِشَة، إِن الله لَا يحب الْفُحْش والتفحش، وَقَالَت:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015