تفسير السمعاني (صفحة 7094)

16

قَوْله تَعَالَى: {ألم يَأن للَّذين آمنُوا} مَعْنَاهُ: ألم يحن، من الْحِين وَهُوَ الْوَقْت.

يُقَال: آن يئين وحان يحين بِمَعْنى وَاحِد.

وَقَوله: {أَن تخشع قُلُوبهم لذكر الله} أَي: تلين وترق.

قَالَ ابْن عَبَّاس: فِي الْآيَة حث لطائفة من الْمُؤمنِينَ على الرقة عِنْد الذّكر. وَعَن ابْن مَسْعُود قَالَ: مَا كَانَ بَين إِسْلَام الْقَوْم وَبَين أَن عَاتَبَهُمْ الله على ترك الْخُشُوع والرقة إِلَّا أَربع سِنِين. وَعَن مقَاتل: أَن أَصْحَاب رَسُول الله أخذُوا فِي نوح من المرح فَأنْزل الله تَعَالَى هَذِه الْآيَة وَعَن بَعضهم أَن أَصْحَاب رَسُول الله أَصَابَتْهُم مِلَّة فَقَالُوا: (حَدثنَا) يَا رَسُول الله، فَأنْزل الله تَعَالَى: {نَحن نقص عَلَيْك أحسن الْقَصَص} ، ثمَّ أَصَابَتْهُم مِلَّة، فَأنْزل الله: {الله نزل أحسن الحَدِيث} ثمَّ أَصَابَتْهُم مِلَّة، فَأنْزل الله تَعَالَى: {ألم يَأن للَّذين آمنُوا أَن تخشع قُلُوبهم لذكر الله} .

وَقَالَ مقَاتل بن حَيَّان: إِن قَوْله: {ألم يَأن للَّذين آمنُوا} هُوَ فِي مؤمني أهل الْكتاب، حثهم على الْإِيمَان بالرسول. وَعَن بَعضهم: هُوَ فِي الْمُنَافِقين؛ آمنُوا بألسنتهم، وَلم يُؤمنُوا بقلوبهم {وَمَا نزل من الْحق} [أَي] : الْقُرْآن.

وَقَوله: {وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِين أُوتُوا الْكتاب من قبل} أَي: الْيَهُود وَالنَّصَارَى.

وَقَوله: {فطال عَلَيْهِم الأمد} أَي: الْمدَّة. وَيُقَال: الْأَجَل. وَعَن ابْن مَسْعُود أَنه قَالَ:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015