تفسير السمعاني (صفحة 6744)

2

قَوْله تَعَالَى: {مَا ضل صَاحبكُم وَمَا غوى} الْآيَة الأولى وَردت على وَجه الْقسم وَمَعْنَاهُ وَرب النَّجْم.

وَقَوله {مَا ضل صَاحبكُم} على هَذَا وَقع الْقسم، وَكَانَت قُرَيْش يَقُولُونَ: إِن مُحَمَّدًا ضال غاو، فأقسم الله تَعَالَى أَنه مَا ضل وَمَا غوى، أَي: مَا أَخطَأ [طَرِيقا] {وَمَا غوى} أَي: مَا خرج عَن الرشد فِي أَمر دينه ودنياه، والغي: ضد الرشد. وَيُقَال: مَا غوى أَي: مَا خَابَ سَعْيه فِيمَا يَطْلُبهُ. كَأَنَّهُ أَشَارَ إِلَى وجود مَا هُوَ فِي طلبه.

قَالَ الشَّاعِر:

(وَمن يلق خيرا يحمد النَّاس أمره ... وَمن يغو لَا يعْدم على الغي لائما)

أَي: من خَابَ سَعْيه، وَلم يجد مَا يَطْلُبهُ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015