تفسير السمعاني (صفحة 6713)

{فَمن الله علينا ووقانا عَذَاب السمُوم (27) إِنَّا كُنَّا من قبل نَدْعُوهُ إِنَّه هُوَ الْبر الرَّحِيم (28) فَذكر فَمَا أَنْت بنعمت رَبك بكاهن وَلَا مَجْنُون (29) أم يَقُولُونَ شَاعِر نتربص} التَّوْحِيد، وَعَلِيهِ أَكثر الْمُفَسّرين. وَيُقَال: إِنَّه الدُّعَاء الْمَعْرُوف.

قَوْله: {إِنَّه هُوَ الْبر الرَّحِيم} قرئَ بِفَتْح الْألف وَكسرهَا، فَمن قَرَأَ بِالْكَسْرِ فَهُوَ على الِابْتِدَاء والاستئناف، وَمن قَرَأَ بِالْفَتْح فَمَعْنَاه: إِنَّا كُنَّا من قبل نَدْعُوهُ بِأَنَّهُ هُوَ الْبر الرَّحِيم أَي: لِأَنَّهُ. وَالْبر: هُوَ الْبَار اللَّطِيف بعباده، ولطفه بعباده هُوَ إنعامه عَلَيْهِم مَعَ عظم جرمهم وذنبهم. والرحيم: هُوَ العطوف على مَا ذكرنَا. وَعَن بَعضهم: أَن الْبر الَّذِي يصدق وعده لأوليائه.

وَعَن ابْن عياس فِي عَذَاب السمُوم قَالَ: السمُوم هُوَ الطَّبَق السَّابِع من النَّار، وَهُوَ الطَّبَق الْأَعْلَى. والسموم يكون بِالْحرِّ وَيكون بالبرد.

قَالَ الشَّاعِر:

(الْيَوْم يَوْم بَارِد سمومه ... من يجزع الْيَوْم فَلَا ألومه)

وَيُقَال " السمُوم وهج النَّار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015