تفسير السمعاني (صفحة 6536)

{كُنْتُم صَادِقين (17) إِن الله يعلم غيب السَّمَوَات وَالْأَرْض وَالله بَصِير بِمَا تَعْمَلُونَ (18) }

قَالَ فِي أَنَّهُمَا وَاحِد بقوله تَعَالَى: {فأخرجنا من كَانَ فِيهَا من الْمُؤمنِينَ فَمَا وجدنَا فِيهَا غير بَيت من الْمُسلمين} . وَأكْثر الْأَخْبَار دَالَّة على التَّفْرِيق، فَيجوز أَن نفرق مَا قُلْنَا وعَلى مَا ورد فِي الْأَخْبَار، وَيجوز أَن يُقَال: هما وَاحِد، فَيكون الْإِسْلَام بِمَعْنى الْإِيمَان، وَالْإِيمَان بِمَعْنى الْإِسْلَام، وَهُوَ الْمُتَعَارف بَين الْمُسلمين أَن يفهم من أَحدهمَا مَا يفهم من الآخر، وَالله أعلم.

وَقَوله: {وَلما يدْخل الْإِيمَان فِي قُلُوبكُمْ} هُوَ دَلِيل على أَنهم لم يَكُونُوا مُصدقين فِي الْبَاطِن.

وَقَوله: {وَإِن تطيعوا الله وَرَسُوله لَا يلتكم من أَعمالكُم} وَقُرِئَ: " لَا يألتكم " أَي: لَا ينقصكم.

وَأما من قَرَأَ: " لَا يألتكم من أَعمالكُم شَيْئا " فَهُوَ بِمَعْنى النَّقْص أَيْضا، قَالَ الشَّاعِر:

(وَلَيْلَة ذَات سري سريت ... وَلم يلتني عَن سراها لَيْت)

قَوْله تَعَالَى: {إِن الله غَفُور رَحِيم} ظَاهر الْمَعْنى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015