قَوْله تَعَالَى: {هَا أَنْتُم هَؤُلَاءِ} أَي: ياهؤلاء {تدعون لتنفقوا فِي سَبِيل الله} أَي: فِي الْجِهَاد.
وَقَوله: {فمنكم من يبخل} أى يمْنَع. وَقَوله {وَمن يبخل فإنماعن نَفسه} أَي: يفوت حَظّ نَفسه.
وَقَوله: {وَالله الْغَنِيّ وَأَنْتُم الْفُقَرَاء} أَي: الْغَنِيّ عَنْكُم، وَأَنْتُم الْفُقَرَاء إِلَيْهِ.
وَقَوله: {وَإِن تَتَوَلَّوْا يسْتَبْدل قوما غَيْركُمْ} أَي: إِن تعرضوا.
وَقَوله: {قوما غَيْركُمْ} فِيهِ أَقْوَال أَحدهَا: مَلَائِكَة السَّمَاء، وَهَذَا أَشد الْأَقْوَال. وَالْقَوْل الثَّانِي: إِن تَتَوَلَّوْا يامعشر قُرَيْش يسْتَبْدل قوما غَيْركُمْ أَي: أهل الْيمن، وَقد كَانَ الْأَنْصَار مِنْهُم، فَإِن الْأَوْس والخزرج حَيَّان من الْيمن، وَقد قَالَ الشَّاعِر:
(وَللَّه أَوْس آخَرُونَ وخزرج ... )
وَالْقَوْل الثَّالِث: وَهُوَ الْمَعْرُوف، وَإِن تَتَوَلَّوْا يَا معشر الْعَرَب يسْتَبْدل قوما غَيْركُمْ أَي: الْعَجم. وَفِي الْخَبَر الْمَعْرُوف: أَن قوما سَأَلُوا النَّبِي عَن معنى هَذِه الْآيَة وَقَالُوا: من الَّذين يستبدلهم بِنَا؟ وَكَانَ سالما جَالِسا بجنبه فَقَالَ: هَذَا وَقَومه ثمَّ قَالَ: " لَو كَانَ الدّين مُعَلّقا بِالثُّرَيَّا لَنَالَهُ رجال من فَارس ".
وَقَوله: {ثمَّ لَا يَكُونُوا أمثالكم} أَي: يَكُونُوا خيرا مِنْكُم وأطوع لي، وَمَعْنَاهُ: لايكونوا أمثالكم فِي مُخَالفَة الْأَوَامِر، وَالله أعلم.