تفسير السمعاني (صفحة 6385)

32

قَوْله تَعَالَى: {وَمن لَا يجب دَاعِي الله فَلَيْسَ بمعجز فِي الأَرْض} أَي: لَا يفوت الله وَلَا يسْبقهُ.

وَقَوله: {وَلَيْسَ لَهُ من دونه أَوْلِيَاء} أَي: أنصار [يمنعونهم] من الْعَذَاب.

وَقَوله: {أُولَئِكَ فِي ضلال مُبين} أَي: خطأ بَين، وَفِي الْأَخْبَار: أَن وَفد الْجِنّ ذَهَبُوا وأنذروا قَومهمْ، وعادوا إِلَى النَّبِي بعد مَا أسلم طَائِفَة كَثِيرَة مِنْهُم، وَذهب النَّبِي وَقَرَأَ عَلَيْهِم الْقُرْآن وعلمهم الْأَحْكَام، وَفِي حمله عبد الله بن مَسْعُود مَعَ نَفسه اخْتِلَاف كثير، فَروِيَ أَنه لما أَرَادَ أَن يذهب إِلَى الْجِنّ قَالَ: " ليقمْ مِنْكُم معي رجل لَيْسَ فِي قلبه مِثْقَال خَرْدَل من كبر، فَقَامَ عبد الله بن مَسْعُود وَحمله مَعَ نَفسه، وَخط لَهُ خطا وَقَالَ لَهُ: إياك أَن تَبْرَح هَذَا الْخط، وَذهب يُخَاطب الْجِنّ، وَكَانَ هَذَا الِاجْتِمَاع بالحجون، وَهُوَ مَوضِع بِأَعْلَى مَكَّة، فَروِيَ انه لما سمع عبد الله بن مَسْعُود

طور بواسطة نورين ميديا © 2015