تفسير السمعاني (صفحة 6006)

{قل هُوَ للَّذين آمنُوا هدى وشفاء وَالَّذين لَا يُؤمنُونَ فِي آذانهم وقر وَهُوَ عَلَيْهِم عمى أُولَئِكَ ينادون من مَكَان بعيد (44) وَلَقَد آتَيْنَا مُوسَى الْكتاب فَاخْتلف فِيهِ وَلَوْلَا كلمة}

فَقَالَ أَبُو فكيهة: لَا، بل أَنا أتعلم مِنْهُ، وَهُوَ يعلمني.

وَقَوله: {قل هُوَ للَّذين آمنُوا} أَي: الْقُرْآن {هدى وشفاء} أَي: هدى للأبصار، وشفاء للقلوب.

وَقَوله: {وَالَّذين لَا يُؤمنُونَ فِي آذانهم وقر} أَي: ثقل وصمم، كَأَنَّهُ جعلهم بِمَنْزِلَة الصم حِين لم يسمعوا سَماع قَابل.

وَقَوله: {وَهُوَ عَلَيْهِم عمى} قَالَ الْفراء: عموا وصموا على الْقُرْآن حَيْثُ لم ينتفعوا بِهِ. وَقيل: عميت أَبْصَارهم عَن الْقُرْآن، فالقرآن عَلَيْهِم بِمَنْزِلَة الْعَمى.

وَقَوله: {أُولَئِكَ ينادون من مَكَان بعيد} أَي: بعيد من قُلُوبهم، حكى هَذَا عَن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ، وَيُقَال: ينادون من مَكَان بعيد أَي: السَّمَاء، قَالَ الْفراء: تَقول الْعَرَب لمن لَا يفهم القَوْل: إِنَّه يَأْخُذهُ من مَكَان بعيد، وَإِذا كَانَ يفهم يَقُولُونَ: إِنَّه يَأْخُذهُ من مَكَان قريب.

وَذكر بعض النَّحْوِيين أَن قَوْله: {أُولَئِكَ ينادون من مَكَان بعيد} جَوَاب لقَوْله تَعَالَى: {إِن الَّذين كفرُوا بِالذكر لما جَاءَهُم} وَالَّذِي ذكرنَا أَن الْجَواب مَحْذُوف هُوَ الأولى، وَقد بَينا. أوردهُ النّحاس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015