تفسير السمعاني (صفحة 5958)

{كل سَمَاء أمرهَا وزينا السَّمَاء الدُّنْيَا بمصابيح وحفظا ذَلِك تَقْدِير الْعَزِيز الْعَلِيم (12) } الْأَخِيرَة عَن ابْن عَبَّاس.

وَقَوله: {وَأوحى فِي كل سَمَاء أمرهَا} أَي: قدر فِي كل سَمَاء أمرهَا، وَيُقَال: خلق فِي كل سَمَاء مَا أَرَادَ أَن يخلق فِيهَا، وَذَلِكَ من سكانها وَغير ذَلِك.

وَقَوله: {وزينا السَّمَاء الدُّنْيَا بمصابيح} أَي: بالكواكب.

وَقَوله: {وحفظا} أَي: حفظنا السَّمَاء بالكواكب من الشَّيْطَان.

وَقَوله: {ذَلِك تَقْدِير الْعَزِيز الْعَلِيم} ظَاهر الْمَعْنى، وَيذكر تَفْسِير هَذِه الْآيَة من وَجه آخر على مَا نقل فِي التفاسير.

فَقَوله تَعَالَى: {قل أئنكم لتكفرون بِالَّذِي خلق الأَرْض فِي يَوْمَيْنِ} هُوَ يَوْم الْأَحَد والاثنين، والاثنان هُوَ الْعدَد الْعدْل؛ لِأَنَّهُ أَكثر من الْوَاحِد الَّذِي لَيْسَ دونه شَيْء، وَلم يبلغ الثَّلَاث الَّذِي هُوَ جمع. وَقيل: هُوَ خلق فِي يَوْمَيْنِ، ليَكُون اعْتِبَارا للْمَلَائكَة فِي النّظر إِلَى خلقه أَكثر، فَيكون أدل على وحدانيته.

وَقَوله: {وتجعلون لَهُ أندادا ذَلِك رب الْعَالمين} قد بَينا.

وَقَوله: {وَجعل فِيهَا رواسي من فَوْقهَا} روى عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَنه قَالَ: خلق الْجبَال يَوْم الثُّلَاثَاء، وَخلق السَّمَاء وَالْأَشْجَار والبحار والأنهار يَوْم الْأَرْبَعَاء.

وَقَوله: {وَبَارك فِيهَا} أَي: أَكثر فِيهَا الْخَيْر.

وَقَوله: {وَقدر فِيهَا أقواتها} فِي التَّفْسِير: أَنه جعل فِي كل بلد مَا لَيْسَ فِي غَيره، ليتعايش النَّاس ويتجروا فِيهَا نقلا من بلد إِلَى بلد. يُقَال هُوَ الْيَمَانِيّ بِالْيمن،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015