تفسير السمعاني (صفحة 552)

{رَبنَا وَلَا تحملنا مَا لَا طَاقَة لنا بِهِ واعف عَنَّا وأغفر لنا وارحمنا أَنْت مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا على الْقَوْم الْكَافرين (286) }

{رَبنَا وَلَا تحمل علينا إصرا كَمَا حَملته على الَّذين من قبلنَا}

قيل: هُوَ الْعَهْد الثقيل الَّذِي حمل من قبلنَا.

وَقيل: لَا تحمل علينا مَا يشق علينا.

وَقيل: الإصر: هُوَ ذَنْب لَا تَوْبَة لَهُ، أَي: اعصمنا من ذَنْب لَا تقبل لَهُ تَوْبَة.

{رَبنَا وَلَا تحملنا مَا لَا طَاقَة لنا بِهِ} فِي هَذَا دَلِيل على أَن الله تَعَالَى يجوز أَن يحمل الْعباد مَالا يطيقُونَهُ؛ لكنه إِنَّمَا حمل الْكفَّار مَا لَا يطيقُونَهُ وَلم يحمل الْمُؤمنِينَ. {واعف عَنَّا} أَي: امح عَنَّا {واغفر لنا} أَي: اسْتُرْ علينا. {وارحمنا} أَي: ارْحَمْ علينا.

{أَنْت مَوْلَانَا} أَنْت ناصرنا والقيم بأمورنا. {فَانْصُرْنَا على الْقَوْم الْكَافرين} وَقد ورد فِي فضل الْآيَتَيْنِ أَخْبَار، مِنْهَا: مَا روى عَن النَّبِي أَنه قَالَ: " من قَرَأَ فِي لَيْلَة بآيتين من آخر سُورَة الْبَقَرَة كفتاة ".

وروى أَنه قَالَ - عَلَيْهِ السَّلَام -: " هما آيتان أَنْزَلَتَا على من كنز تَحت الْعَرْش ".

و [وَآله أَجْمَعِينَ] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015