تفسير السمعاني (صفحة 5424)

80

قَوْله تَعَالَى: {الَّذِي جعل لكم من الشّجر الْأَخْضَر نَارا} قَالَ أهل التَّفْسِير: وَالْمرَاد مِنْهُ هُوَ المرح والعفار، وهما خشبتان توري الْعَرَب مِنْهُمَا النَّار كَمَا يوري النَّاس من الْحَدِيد وَالْحجر، وَقَوله: يوري أَي: يقْدَح، تَقول الْعَرَب: فِي كل شجر نَار واستمجد المرح والعفار وَعَن أبي صَالح قَالَ: فِي الْأَشْجَار نَار سوى شَجَرَة العفار.

وَقَوله: {فَإِذا أَنْتُم مِنْهُ توقدون} أَي: تقدحون وتورون.

وَقَوله: {أَو لَيْسَ الَّذِي خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض بِقَادِر على أَن يخلق مثلهم} على أَن ينشىء خلقا مثلهم، وَقيل: على أَن يعيدهم يَوْم الْقِيَامَة؛ فَيَكُونُوا خلقا كَمَا كَانُوا.

وَقَوله: {بلَى وَهُوَ الخلاق الْعَلِيم} مَعْنَاهُ: قل: بلَى، وَهُوَ خطاب للرسول، وَقد بَينا [الْفرق] بَين بلَى وَنعم فِيمَا سبق، وَلَا يَسْتَقِيم فِي جَوَاب النَّفْي إِلَّا بِكَلِمَة بلَى، وَقيل: إِن الله تَعَالَى قَالَ مجيبا لنَفسِهِ: بلَى وَهُوَ الخلاق الْعَلِيم، والخلاق هُوَ الَّذِي يخلق مرّة بعد مرّة، والعليم هُوَ (الْعَالم) بخلقه.

قَوْله تَعَالَى: {إِنَّمَا أمره إِذا أَرَادَ شَيْئا أَن يَقُول لَهُ كن فَيكون} قد بَينا هَذَا من قبل، قَوْله: {فسبحان الَّذِي بِيَدِهِ ملكوت كل شَيْء} أَي: ملك كل شَيْء.

وَقَوله: {وَإِلَيْهِ ترجعون} أَي: تردون يَوْم الْقِيَامَة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015