تفسير السمعاني (صفحة 5371)

39

قَوْله تَعَالَى: {وَالْقَمَر قدرناه منَازِل} قرئَ بِالرَّفْع، وَقُرِئَ بِالنّصب، فَأَما بِالنّصب: وقدرنا الْقَمَر منَازِل، وَأما بِالرَّفْع فَمَعْنَاه: وَآيَة لَهُم الْقَمَر قدرناه منَازِل.

وروى أَن سعيد بن الْمسيب سمع رجلا ينشد:

(وَغَابَ قمير كنت أَرْجُو أفوله ... وروح رعيان ونوم سمر)

فَقَالَ: قَاتله الله، لقد صغر مَا عظمه الله، قَالَ الله تَعَالَى: {وَالْقَمَر قدرناه منَازِل} .

وَقَوله: {حَتَّى عَاد كالعرجون الْقَدِيم} قَالَ جَعْفَر بن مُحَمَّد: كعذق النَّخْلَة الْقَدِيمَة، وَالْأَكْثَرُونَ أَن العرجون هُوَ عود الكباسة إِذا دق ويبس وتقوس.

وَقَوله: {الْقَدِيم} هُوَ البال، وَيُقَال الْقَدِيم هُوَ الَّذِي مضى عَلَيْهِ حول.

وَأما منَازِل الْقَمَر فَهِيَ ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ منزلا: السرطان، والبطين، والثريا، والدبران، والهقعة، والهنعة، والذراع، والنثرة، والطرف، والجبهة، والزبرة، والصرفة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015