قَوْله تَعَالَى: {لَيْسَ عَلَيْكُم هدَاهُم} لَيْسَ المُرَاد بِهِ: هِدَايَة الدعْوَة، فَإِنَّهَا عَلَيْهِ حتم، وَإِنَّمَا المُرَاد بِهِ: هِدَايَة التَّوْفِيق.
قَالَ سعيد بن جُبَير: " سَبَب نزُول الْآيَة مَا روى: أَن النَّبِي نهى عَن التَّصْدِيق على المشتركين، وَإِنَّمَا كَانَ نهى عَنهُ، كي تحملهم الْحَاجة على الدُّخُول فِي الْإِسْلَام فَنزلت الْآيَة فَأمر النَّبِي - بالتصدق على أهل الْأَدْيَان كلهَا ".
وَمَعْنَاهُ: لَيْسَ عَلَيْك هدَاهُم، بِأَن تلجئهم وتحملهم على الدُّخُول فِي الْإِسْلَام، {وَلَكِن الله يهدي من يَشَاء} أَي يوفق من يَشَاء، ويخذل من يَشَاء.
قَوْله: {وَمَا تنفقوا من خير فلأنفسكم} أَي: تعلمونه لأنفسكم.
قَوْله: {وَمَا تنفقون إِلَّا ابْتِغَاء وَجه الله} هَذَا خبر بِمَعْنى الْأَمر، أَي: أَنْفقُوا لوجه الله، وَمَعْنَاهُ: ابْتِغَاء مرضاة الله.
وَقيل: هُوَ على الْمُبَالغَة، فَإِن قَول الرجل: عملت لوجه فلَان. أبلغ وأشرف من قَوْله: عملت لفُلَان، فَذَكرنَا شرف اللَّفْظَيْنِ.
وَقَوله: {وَمَا تنفقوا من خير يوف إِلَيْكُم} أَي: يوفر عَلَيْكُم ثَوَابه.
{وَأَنْتُم لَا تظْلمُونَ} ظَاهر.