قَوْله تَعَالَى: {وَقَالَ الَّذين استضعفوا للَّذين استكبروا بل مكر اللَّيْل وَالنَّهَار} أَي: مكركم بِنَا فِي اللَّيْل وَالنَّهَار. وَالْعرب قد تضيف الْفِعْل إِلَى اللَّيْل وَالنَّهَار على توسع الْكَلَام، قَالَ الشَّاعِر:
(لقد لمتنا يَا أم غيلَان فِي السرى ... ونمت وَمَا ليل الْمطِي بنائم)
وَقيل: بل مكر اللَّيْل وَالنَّهَار مَعْنَاهُ: طول الأمل، وَطول الأمل هُوَ مكر اللَّيْل وَالنَّهَار على طَرِيق الْمجَاز، وَقُرِئَ فِي الشاذ: " بل مكر اللَّيْل وَالنَّهَار " أَي: كرور اللَّيْل وَالنَّهَار.
وَقَوله: {إِذْ تأمروننا أَن نكفر بِاللَّه ونجعل لَهُ أندادا} أَي: أشباها.
وَقَوله: {وأسروا الندامة} قد بَينا أَن قَوْله: {وأسروا} قد يكون بِمَعْنى أخفوا، وَقد يكون بِمَعْنى أظهرُوا.
قَوْله: {لما رَأَوْا العاب} أَي: عاينوه.
وَقَوله: {وَجَعَلنَا الأغلال فِي أَعْنَاق الَّذين كفرُوا} هُوَ فرع من عَذَاب أهل النَّار.
وَقَوله: {هَل يجزون إِلَّا مَا كَانُوا يعْملُونَ} أَي: يعْملُونَ من الْكفْر والمعاصي.